حينما تعشق يا قلبى

حينما تعشق يا قلبى
حينما تعشق ، لا ترمي بكل أوراقك كاملةً وتبوح بكل مشاعرك ، لتحتفظ دائماً بمخزونٍ وفير يكون متوفراً في أي ساعة جفاف ، أو غياب عقل ، أو تبلد مشاعر. فقد تندم يوماً على حروفك العاشقة ، فيكون ندمك على عشرٍ وليس مائة. ولا تُهدر كل مشاعرك ودائماً لا تملأ الكأس حتى يطفو الماء على سطحه بل أترك مجالاً للظمأ.

حينما تعشق ، كسّر كل القيود من حولك وحلق في السماء سعادةً واترك أحاسيسك تطير بكَ خارج حدود الخيال ، كن هائماً متربعاً على عرش الحب.

حينما تعشق ، لا تثق ثقةً عمياء ، ودع الشك يأخذ طريقه إلى قلبك بطبيعته ، فهو ملح الشوق ودليل الحب.

حينما تعشق ، توقع دائماً الخيانة ، ولا تجعل من عشقك صورةً مثاليةً أمامك تبروزها ببرواز الأمانة. حتّى إذا تجرعت كأس الخيانة ، لا تتجرعه حد الموت.

حينما تعشق ، كن صبوراً رحيماً هادئ الطباع مُستمعاً ، ولا تنتظر عشقك إن لم ينتظرك ، حتّى لا يمل من انتظارك ، وتبقى المعادلة موزونة.

حينما تعشق ، كن صادقاً صريحاً ، واترك لقلبك وعقلك ولسانك العنان للبوح بماضيك وحاضرك ومستقبلك ، كن طبيعياً ولا تتصنّع ، دع كل شيءٍ فيك يحكي عن المواقف دون قلقٍ أو خوف ، فإن شاركك عشقك الصراحة واحترمها فيك وقدّرها ، فاعلم أن عشقك ذكي وهنيئاً لكَ به ، أما إن عاقبك بها أو استخدمها كسلاح للضغط عليك ، فاعلم أن عشقك غبي لا يستحقك ، ولكَ الخيار حينها.

حينما تعشق ، اخرج عن المألوف ، وتجدد دائماً ، واهتم بالتفاصيل حتى وإن بدت لكَ تافهة لا تتجاهلها فالتافه بنظرك أحياناً كبيرٌ بنظرة عشقك.

حينما تعشق ، كن متواضعاً في عشقك ، وحذارِ أن تمنّ على عشقك بما فعلته من أجله ، ولا تجعل لهجتك في ذكر تلكَ الأمور لهجة الممتن ولكن اجعلها لهجة العاشق الذي يترك الدنيا من ورائه لأجل عشقه.

حينما تعشق ، افهم عشقك وادرسه جيداً واعرف عيوبه قبل محاسنه ، وتعلّم كيف تتعامل معه وكيف يحب هو ذاك التعامل. فقد يعشق الرومانسية ، وقد يعشق القسوة ، وقد يعشق التجاهل! ، وحاول أن تساعده على تأصيل محاسنه وتغيير عيوبه ، فلا خير في عشقٍ أصم وأبكم.

حينما تعشق ، كن متسامحاً طيباً واغفر لعشقك الأخطاء ، وإن تجاوز الأمر حده ، ارحل بهدوء تاركاً من خلفك الذكرى الجميلة.

حينما تعشق ، لا تكن قاسي القلب ولكن كن قاسي الطباع ، لا تكن ضعيف الشخصية ولكن كن ضعيف القلب رحيمه. كن سيّد الموقف حين تتيه المعاني وسط زحام الروتين ، وكن أسيره حين تكون بيديك زمام الأمور.

حينما تعشق ، تعود على الجلوس بشواطئ الكواكب الأخرى ، وانظر إلى الأرض بمن فيها ، ستجد عشقك يملأ الكون من حولك ، وستغفر لعشقك الأخطاء وتشعر بحاجته لك بليل السكون وزخم النهار.

حينما تعشق ، لا تسمع لملام الناس ووشايتهم ، ولا تسمح لأحدٍ أن يكون طرفاً ثالثاً في عشقك ، واطرد كل من حولك حين تحضر ساعة عشقك. ولا تحكي لهم عن الكثير ، فقد يحسدوك أو يحقدوا عليك ويفرقوا بينك وبين عشقك.

حينما تعشق ، كن حاضر الذهن في ساعة اللقاء ، وغائبهُ في ساعة الصفاء ، كن مستريحاً هادئ البال ، ولا تقفز حين تشك أو تغضب ، وتعامل مع عشقك بحنكه وذكاء.

حينما تعشق ، اجعل عشق الروح هو الأساس ، ثم اعشق من بعده ما شئت وكما تريد ، لكن احرص دائماً على الارتواء من روح العشق كي لا يموت.

حينما تعشق ، كن أنتَ وعشقك دائماً في السرّاء والضرّاء ، وابتعد عنه بعضاً من الوقت ، كي لا يطغى عليه الملل.

حينما تعشق ، احكي لعشقك عن عشقك لجماله وشخصيته بأي شيء جميل تعشقه فيه ، وإن صادفت ما لا تحب ، فلا تسكت عنه أو تجامل عشقك أو تصرخ بوجهه منتقداً ، كن ذكياً في إيصال تلك المعلومة له ، كأن تقول: "جميلٌ لكن بذاك الشكل يكون أجمل"

حينما تُجرح بسهم الخيانة أو الغدر ، فلا تثور ، وكن سعيداً ، فلكَ أن تفرح فأنت الأفضل! لك أن تفرح فأنت الأجمل! لك أن تفرح فأنت من يصون. ولكَ أن تسترد حقك بالمثل لكن دون فعل الخيانة ، كيف؟ ، تجعل عشقك يشعر أنك تخونه واتركه يتأكد من ذلك ثم ارحل ، أو أن ترحل دون ذلك بهدوء ، مع تقديم الشكر له ، فسيموت غيظاً بداخله ، وتأكد أنه سيحزن من بعدك ، أما لو تذمرت وحزنت وظهرت على الملأ طالباً التخفيف والمواساة ، فإنه سينتشي بذلك وسيفرح ويستلذ بحزنك ، فلا تجعله يكسبك في الأولى والأخيرة!

حينما تعشق ، لا تكن أنانياً بعشقك وتغور على شخصية عشقك وما يحب أو يكره ، بل كن عادلاً ، فما أقبح عشق التملك!

،، لـــــه ،،لتملك قلبها كن رحيماً ، طيباً طبيعياً واترك عنك التصنع ، كن رومانسياً يملأك الهدوء وتغلب عليك طباعك ، وحين تمتلك قلبها وتفهم عقلها ، عاملها كما تحب هي أن تُعاملها ولا تنتظر منها أن تبوح لك بذلك ، فلن تبوح لكَ أبداً.

لتمتلك عقلها ، كن محاوراً لها ، فتّش عن رأيها ، افهم طريقة تفكيرها ، واشرح لها وبوضوح. كن مهتماً لهمّها واحكي لها عن أحلامك ورأيك بكل شيء يحدث من حولك.

لتمتلكها كلها ، كن عاشقاً حقيقياً بذاته ولا تكن عاشقاً متصنعاً أو مُقلداً ، فالأنثى الطبيعية تحب الرجل الطبيعي دون صبغة.

إذا كانت "ذكية" فهنيئاً لكَ بها ، وكن كما أنت ولا تخشى في عشقك شيئاً واحترم فيها الذكاء.

إذا كانت "غبية" فكان الله في عونك ولا تُجهد ذهنك وعقلك كثيراً ولا تُحَمّلها ما لا طاقة لها به وكن أنت الحكيم الرحيم القائد دائماً واحتويها برفق.

،، لــهـــا ،،الرجل لا يمكن أن يُمتلك وإلا كان دون شخصية! ، لذا ، عليكِ أن تكوني مُطيعةً ولا تفرضي عليه شخصيتك ، وإن أخطأ كوني بجواره في الخطأ ولا توبخيه وإنما اشرحي له الخطأ برفق. وإن أصر فلا تعانديه ، ودعي عنكِ تلكَ الأقاويل بكبرياء الأنثى ، فلا كبرياء في الحب!

اثبتي له دائماً أنه فعلاً فارسك المغوار عملاً قبل قولاً ، واتركي له اللجام يأخذك على حصانه حيث يشاء ، وانعمي بالراحة خلفه متوسدةً ظهره فهو من سيحميكِ من رذاذ الغبار وحرارة الشمس.

لا تدعي الغيرة تسيطر عليكِ وتقودك ، بل سيطري أنتِ عليها وقوديها ، وإن وجدتِ من تعشقه غيرك فلا تحزني بل افرحي فهو أكبر دليل على أنه يستحق عشقك.

اعرفي مزاجيته وكوني معها لا ضدها ، فلا تثيري النقاش في وقت عذوبته ولا تضحكي استهتاراً بجنون أفكاره ولا تبكي حين سعادته حزناً وألماً.

ليكن هو أول اهتماماتك لا آخرها ، ولا تبدي بهائك وتكوني البدر في غير حضوره ، فمن غيره يستحق الجمال؟.