كل عام وانتم بخير 
من طرف 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى(ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده)
وقال صلى الله عليه وسلم(عجبآ لأمر المؤمن!!إن أمره كله له خير,إن أصابته سراء شكر فكان له خيرآ,وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرآله,وليس ذلك إلا للمؤمن)
أحبتي في الله ألم يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب ويهجّر ويقاتل ويتهم بالسحر والشعوذة والكهنة وما إلى ذلك حاشاه صلى الله عليه وسلم ألم يطرد من أحب البقاع إليه ثم يحاصر في شعب أبي طالب ثلاث سنوات ثم فقد أحبته عمه أبو طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها فكان عام الحزن
ألم تقاتله العرب ثم جاءت معركة أحد فيدمى ويقتل أصحابه ثم حوصر في الخندق وبلغت القلوب الحناجر ألم يفقد بناته ثم ابراهيم ولده كل هذا ماذا كان بعده؟؟قنوط ويأس؟ أم عويل وبكاء؟ أم ضجر وملل؟ أم قعود وقنوط؟
أليس هذه كلها من مفردات لغة الدموع؟؟؟؟؟؟؟
وما كتبته قليل مما عاشه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه؟؟
ولكن في المقابل ألم يبني عقيدة راسخة في قلوب أصحابه حتى حتى فتحوا مشارق الدنيا ومغاربها في بضع سنين ألم يفتح الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بهجرة مباركة وتأسيس دولة الاسلام في المدينة المنورة وكان الانصار له معين بعد أن خذله قومه ثم بنيت تلك الدولة ونزل التشريع من السماء فبين الاحكام ووضع القوانين وسار الركب بهديه صلى الله عليه وسلم
ألم يأذن الله بفتح من عنده فبعد أن خرج شريدآ مطاردآعاد فاتحآ لمكة مرفوع الرأس ثم كان الاخ الكريم وابن الاخ الكريم
ألم تجري هذه العادة والسنة على من كان من بعده من الذين ساروا على هديه من الدعاة والصالحين فمر بهم ما جرى على من كان من قبلهم والامثلة كثيرة
من هنا أحبتي أقول هناك فرق بين لغة الدموع ولغة الشموع هناك فرق بين أن تبكي وتتألم على أمر أراده الله وبين أن تجعل ما حدث محطة وعبرة تفتح مكانآقد أغلق وتنيره بشمعة كي تواصل المصير وهذه الدنيا(سجن المؤمن وجنة الكافر)
إذا يسّر الله الأمور تيسّرت//////ولانت قواهاواستقاد عسيرها
فكم طامع في حاجة لا ينالها/////وكم آيس منها أتاه بشيرها
أخي الحبيب أحرص على ثلاث(قلب شاكر,ولسان ذاكر,وجسم صابر)
ثم أكتم أسرارك وتدبر أمرك واعلم أن الانسان يصنع تاريخه بنفسه بإذن الله فاحرص على العمل الصالح والزوجة الصالحة والبيت الواسع والكسب الطيب وحسن الخلق وسلامة الدين واعلم أن للمصائب فوائد منها كسر جماح النفس وعطف الناس وحبهم ودعائهم للمصاب ومنها ماهو اعظم بأن الله قد صرف عنك ما هو أعظم
ولا ننسى قول النبي صلى الله عليه وسلم (من يتصبر يصبره الله)
دببت للمجد والساعون قد بلغوا// جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا
وكابدوا المجد حتى ملّ أكثرهم// وعانق المجد من أوفى ومن صبر
لاتحسب المجد تمرآ أنت أكله// لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
أحبتي كم أرى وغيري يرى من الأخوة من يتحدث بلغة الدموع الامة مخذولة والامة مكسوره والاسلام يهان و و و أتعرف أخي لماذا كل هذا لاننا نعيش على أحلام الماضي وتركنا لغة الشموع نسينا أن الله قد قال في كتابه(فامشوا في مناكبها)لم يقل في سهولها بل أشار الى الجهد والتعب في تحصيل الرزق فإذا كان ذلك في الرزق فكيف بمن يريد أن يبني أمة ما أجمل ان أنذر نفسي في كل أسبوع بأن أذكر اخوتي بأننا اصحاب حق ولا تهتمو لما يحدث أن نحن نصرنا الله
نحن أمة قد وعدنا الله بالنصر ان نصرناه وبالمجد أن طبقنا شرعه وبالعالمية أن اتبعنا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
هناك مثل يقول(لاتلعن الظلام ولكن اشعل شمعه) أحبتي أن اعداء هذه الامة حريصون على أن يجعلونا من أهل لغة الدموع فلماذا نركن اليهم وعندنا كتاب يهدي الى البر والحق ولماذا نبكي وما حدث(لم يكن ليخطئك)وهذه الامة امة خيرية على لسان ربها
إذن أحبتي هي دعوة لنتبنا لغة الشموع فهي السبيل الى الصلاح والى كل خير ومنها سينبلج الامل بإذن الله..
