قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى :
" إلا عبادك منهم المخلصين " سورة ص
«
أي : هم الذين أخلصهم الله لطاعته وعصمهم من الغواية لكمال إيمانهم ،
وبذلهم أقصى ما في وسعهم في طاعة ربهم » . علم « إبليس » أن الله سيحفظهم
من كيده . ويحتمل أن الباء للاستعانة ، وأنه لما علم أنه عاجز من كل وجه ،
وأنه لا يضل أحدا إلا بمشيئة الله تعالى ، استعان بعزة الله ، على إغواء
ذرية آدم ، هذا ، وهو عدو الله حقا . ونحن يا ربنا العاجزون المقصرون ،
المقرون لك بكل نعمة ، ذرية من شرفته وكرمته . فنستعين بعزتك العظيمة ،
وقدرتك ، ورحمتك الواسعة لكل مخلوق ، ورحمتك التي أوصلت إلينا بها ، ما
عنا صرفت من النقم ، أن تعيننا على محاربته وعداوته ، والسلامة من شره ،
وشركه . ونحسن الظن بك أن تجيب دعاءنا ، ونؤمن بوعدك الذي قلت لنا :
" وقال ربكم ادعوني أستجب لكم "
فقد دعوناك كما أمرتنا ، فاستجب لنا كما وعدتنا .
منقول